روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | افتح قلبك.. أريد أن أحب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > افتح قلبك.. أريد أن أحب


  افتح قلبك.. أريد أن أحب
     عدد مرات المشاهدة: 2597        عدد مرات الإرسال: 0

أرسل عدد غير قليل من الناس إلى افتح قلبك, رجالا ونساء, وأغلبهم متزوجون, برسائل مختلفة لكن مضمونها واحد, وهو البحث عن متعة الحب بمختلف الطرق وبكل وسيلة ممكنة, فمثلا, هناك من قال: "أنا عمرى 42 سنة ومتزوج منذ سنوات طويلة, ولدى القدرة المادية والصحية على الزواج مرة أخرى, وأفكر فى ذلك فعلا, فأنا لا أشعر مع زوجتى بأى رومانسية أو مشاعر, هى غير مقصرة فى حقى, ولكننى أريد أن أشعر بإحساس الحب والشوق، ومثل ذلك من المعانى الحلوة التى أفتقدها".

وآخر أرسل يقول: "عمرى 38 سنة, متزوج منذ 5 سنوات زواجا تقليديا, كنت راضيا عن زواجى فى البداية, لكن مع وجود الأولاد, ومرور الوقت بدأت زوجتى تبعد عنى, وتعرفت على فتاة عن طريق التليفون, وتطورت علاقتنا إلى لقاءات وخروجات, بدأت أشعر معها بأنى ملك زمانى, فعلا تستطيع أن تشعرنى بكل ما يحتاجه الرجل من المرأة, تعلقنا ببعض جدا, لكن هى أهلها لن يوافقوا على زواجها من رجل متزوج, كما أننى ليس لدى القدرة على الزواج من اثنتين".

رسالة أخرى من زوجة تقول: "تزوجت منذ 12 سنة عن قصة حب عنيفة, لكن زوجى لم يظهر على حقيقته إلا بعد الزواج, فاكتشفت به عيوبا خطيرة, وباعدت بيننا الخلافات المستمرة, تعرفت على رجل متزوج عن طريق النت, وبدأت علاقتنا كصداقة, أصبحنا نعرف عن بعض كل شىء بأدق التفاصيل, هو خارج مصر, فلم نلتق أبدا, لكن العلاقة بيننا أصبحت قوية حتى أنه أصبح يغار علىّ من زوجى نفسه", وأصبح يتضايق وينفعل لمجرد ذكر اسمه, والآن هو قادم إلى مصر, ماذا أفعل؟ هل أقابله؟ هل أبعد عنه؟ وماذا لو قابلته وازددت تعلقا به؟ هو يبدى استعدادا كبيرا للزواج منى إذا انفصلت عن زوجى, لكن أنا خائفة, لا أستطيع البعد عنه, وفى نفس الوقت لا أقوى على اتخاذ قرار".

زوجة أخرى تقول: "عمرى 37 سنة, متزوجة منذ 16 سنة, عندى 3 أولاد, علاقتى بزوجى عادية, يشوبها بعض المشاكل من حين لآخر, لكنها فى المجمل هادئة, إلا أنها خالية تماما من أى عاطفة, فنحن نتعامل مع بعض كالأخوات فى أغلب الأوقات, ظهر جار جديد لنا فى السكن, فى مثل سنى تقريبا, ولكنه غير متزوج, بدأ يعاملنى كما لم أعامل من قبل, أشعرنى بأننى أنثى جذابة ملفتة, ينظر إلى بشكل يرضى غرورى إلى أبعد حد, أنسانى عمرى وأنى متزوجة منذ سنين طويلة وأنى أم لثلاثة أولاد أكبرهم أوشك على دخول الجامعة, يقول لى دائما(انتى فى بنات فى سنك لسة ماتجوزوش), لم يتطور الأمر بيننا إلى كلام صريح, لكن مجرد كلامه العادى معى يرفعنى إلى سابع سماء من الفرحة, لم أشعر أبدا أن زوجى اهتم بى بهذا القدر وهو ينظر إلى أو يتكلم معى أو وهو يسأل عن (دور البرد) إلى كان عندى, أنا متأكدة أنه يحبنى, ومتأكدة أنه ممكن يصرح لى بذلك إذا وجد منى الفرصة, وأنا اشتاق إلى هذا الشعور جدا وإلى كلمة حلوة, لكننى أخاف أن يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه, ماذا أفعل؟".

وإلى كل هؤلاء أقول:

كلنا على فكره بنحب (الحب), وكلنا عايشين عشان نحب ناس ونتحب من ناس, وكلنا يتوق إلى نظرة اهتمام والى كلمه حلوه وإلى مشاعر تهز كيانه, يعنى الحب مطلب مشروع, وإحساس لا يماثله إحساس, حلو كده؟, بس ثانية واحدة بقى, مش ملاحظين ان الاحتياج للحب ده مش بيظهر غير بعد الارتباط والجواز؟ وبكام سنة كمان؟, تفتكروا ده سببه ايه؟, الموضوع ده له أكتر من تفسير:

اولا : ان احنا فى بداية حياتنا الى هى فى العشرينات تقريبا, بيكون عندنا أولويات كتيره أوى, منها تحقيق نفسنا فى الشغل, عمل مشروع معين, انهاء دراسه معينه, تحقيق الاستقرار بالزواج, بناء اسره و انجاب اولاد واحنا لسه شباب, عمل اسم او سمعه, عمل فلوس, أى حاجه من الحاجات دي, صح؟ , عشان كده احنا الى بنختار وقتها اننا نهتم بالحاجات دى أكتر من اننا نهتم بالبحث عن الحب أو المشاعر او المعنويات دي, لكن بعد مرور 10_15 سنه الأوضاع بتتغير, والأحوال بتكون بدأت تستقر, الى عايز يتجوز اتجوز, والى عايزه تخلف خلفت, والى عايز يكبر شغله عمل كده, والى عايز يعمل فلوس بدأ يعملهم, فبالتالى نبدأ نبص بقى على حاجات تانيه, و نبدأ نحط أهداف و أولويات جديده, زى ايه مثلا؟, الحب, خلاص يبقى لازم نبتدى نحب, ده أولا .

ثانيا: فى حاجه معروفه جدا عند علماء النفس اسمها (أزمة منتصف العمر), ودى احنا عارفينها كويس أوى فى مصر و العالم العربى عشان هو ده الوقت الى بيقولوا فيه ان الراجل (بيبص بره), لكن الحقيقه ان الأزمه دى بتحصل للرجاله و الستات, والى بيحصل فيها ان الانسان فى العمر ده (38_45) تقريبا بيراجع حساباته من أول و جديد, و يبدأ يشوف ايه الحاجات الى ناقصاه فى الحياه, وايه هى الحاجات الى عايزها و لسه ماعملهاش, فلو حياته مافيهاش مشاعر و حب, اول حاجه بيفكر فيها هو ده, أدى سبب كمان يخلى الواحد عايز يحب فى الوقت ده.

ثالثا:السبب الثالث هو (الاستسهال), يعنى بعد كام سنه جواز, المشاعر بتهدى بين الأزواج, واشعالها من أول و جديد محتاج و قت و جهد و تركيز من الطرفين, وده اكيد امر متعب, يبقى الأسهل ايه؟, ان احنا نجيب الكلام ده جاهز (دليفرى) يعنى بدل ما نعمله فى البيت, خاصة وان المصادر بقت كتير, تليفون, شات, فيس بوك, صداقات, علاقات عمل, الدنيا بقت سايحه على بعضها و كل الأمور متاحه, ومحدش يقول لى ان فى أزواج أو زوجات مابيعرفوش يحبوا, بدليل ان الناس دى هى نفسها الى بتعمل علاقات حب و غراميات بس مع ناس تانيه غير ازواجهم, يبقى اذا القدره على الحب و اظهار المشاعر غالبا موجوده, لكن طريقة اخراجها هى المشكله.

طيب بعيدا عن الأسباب و التفسيرات, ممكن نتكلم عن شوية حاجات تانية:

1) فى معلومه مهمه جدا و هى ان أغلب المشاعر الى الانسان بيحسها مع طرف آخر غير شريك حياته, بتكون مؤقته, يعنى محدش يفتكر ان البنت اللذيذه الى بتحبه فى التليفون دى هاتفضل تسمعه نفس الكلام ده لو عاشت معاه تحت سقف واحد, ولا ان الراجل المهووس بيها على النت ده هايفضل منبهر بيها لو فضلت فى وشه طول النهار,ولا ان البنوته الرقيقه دى الى مستعده ترتبط براجل متجوز عشان الحب, مش هاتعمل له مشاكل للصبح بعد كده, اغلب الناس فاهمه و متاكده ان الحب ده مش هايستمر , أو على الأقل مش هايستمر بنفس الطريقه, لكن احنا ساعات بنغمى عينينا بنفسنا عشان مانشوفش الحقيقه كامله, عشان عايزين نشوف حاجه و احده بس, وهى اننا بنحب و نتحب.

2) فرضنا ان الحب ده قوى جدا و كبير جدا, وان هو ده الحب الحقيقى فعلا, طيب مش نفكر فى العواقب؟, راجل ممكن يهد بيته و ممكن يخسر مراته وأولاده بسبب جوازه تانيه, و ست ممكن تخرب بيتها و تطلق من جوزها عشان واحد تاني, وعيال تتشرد و ناس تتفضح و قضايا و محاكم وهم ما يتلم, لازم نقف مع نفسنا وقفة رجاله كده و نفوق, هل فعلا الأمر يستحق؟, هل عشان أرضى نفسى و غرورى و مشاعرى ( المحرومه) اهد كل ده؟.

3) حاجه تانيه مهمه أوي, اؤكد و اجزم وابصم بالعشره ان ظهور طرف خارجى بين أى زوجين بيبعد بينهم اكتر بكتيييييييير مقارنة بحالة عدم ظهوره, يعنى الناس بتكون عايشه و ساكته, راضيه او مش راضيه لكن ساكته, لكن بظهور الطرف الثالث ده الدنيا بيتقلب حالها, ماحدش بيرضى ساعتها, فى حين انه ممكن عدم الرضا ده كان يتوظف فى ان الناس تحاول اكتر عشان تقرب من ازواجهم, وانهم يفكروا و يبذلوا مجهود أكبر فى ادخال السعاده و(الفرفشه) على حياتهم الممله, لكن الزائر الجديد ده بيقفل الباب ده نهائي, و بيبعد المسافات اكتر و أكتر و بيكره الأزواج فى بعضهم اكتر و اكتر, فالدنيا بتظهر اكثر سوادا و كئابه من قبل كده فى وقت عدم وجوده.

وأخيرا , الحل ايه؟, الحل معروف, ومنطقي, وسهل لفظا, لكن الصعوبه و التحدى الحقيقى فى تنفيذه, ابعد عن الطرف الآخر ده فورا و بكل الطرق الى تقدر عليها, غير تليفونك, ايميلك, الأكونت بتاعك على الفيس بوك, ابعد عن مكان تواجده, تجنب (بجد) انك تقابله أو تتواصل معاه, اقف مع نفسك بحسم واعتبر نفسك (مدمن) بيتعالج من المخدرات, أكيد هاتتعب و أكيد هاتحن, وأكيد هاتشتاق للمخدر بتاعك, لكن فكر نفسك بانك عفوا يعنى (هاتروح فى داهيه) لو فضلت على حالك كده, فكر نفسك بحجم المشاكل الى هاتدخل نفسك و غيرك فيها لو استمريت فى العلاقه دي, وازن دايما بين (نشوة الحب و المشاعر الجميله)و بين (خراب بيت و تشريد عيال و بهدلة محاكم و فضايح بين الناس), شوف الصوره على بعضها, وشيل الغمامه الى على عينيك الى مخلياك تشوف الجانب الوردى بس.

على الناحيه التانيه, صدقنى هاتلاقى حاجات تعملها تقرب بينك و بين شريك حياتك, ممكن الأمور ماتكونش مرضيه ليك زى العلاقه التانيه, لكن فى فرصه ان الأمور تكون أفضل و اجمل, ماتبخلش على نفسك ولا على شريك حياتك بالفرصه دي.

حاجه اخيره, هو الواحد لما بيكون صايم بيفضل قاعد فى المطبخ و يتفرج على الأكل و يفكر فى ريحته و طعمه؟, ولا بياخد فاتح شهيه قبل ما ينوى الصيام؟, لا يمكن, لكن احنا بنعمل كده فى حياتنا العاطفيه, بنفتح شهيتنا زياده على الحاجات الى المفروض نبعد عنها, يعنى لو حضرتك حاسس انك ناقص حنان أو محتاج مشاعر, حاول تعوضها بطريقه صح, لكن اقفل الباب على الطرق الغلط, يعنى لا تقرب من زميلة عمل أوي, ولا تصاحب واحده فى التليفون, ولا تتكلم مع واحده ع النت بالساعات.

وحضرتك لو حسيتى ان فى حد بيفكر فيكى بطريقة ما ممكن تقود لسكه مش كويسه, ابعدى عنه فورا و بالمشوار, حطى حاجز لنفسك اولا و له, يا جماعه ربنا يحفظنا و يحفظكم بلاش استسهال ارجوكم, لأن اكبر الحرايق بتبدأ بشراره صغيره.

الكاتب: د. هبة يس

المصدر: موقع اليوم السابع